Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عن المؤتمر

STEM: لماذا؟

أ.د. فهد بن سليمان الشايع

مدير مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات 

يعد توجه "العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات"(Science, Technology, Engineering and Mathematics – STEM) من أهم التوجهات الحديثة التي كثر الاهتمام بها على صعيد الإصلاح التربوي، والتي لاقت اهتماماً مشتركا بين المسؤولين، وصناع القرار السياسي، والاقتصادي، والتربوي. ويعد هذا التوجه امتداداً لتوجهات إصلاحية تربوية سابقة تمتد لأكثر من قرن، وإن كانت أول رؤية جمعت بين هذه التخصصات الأربعة ظهرت في عام 1990م، حيث استخدمت المنظمة القومية الأمريكية للعلوم مختصر (SMET) للدلالة على هذا التوجه، وهو الاختصار الذي أصبح STEM  فيما بعد.

ومع بداية الألفية الجديدة تنامى الاهتمام بهذا التوجه، وارتبط بشكل وثيق بالجوانب السياسية والاقتصادية، وخاصة مع تنامي اعتماد الدول على الاقتصاد المعرفي. وتوسعت المبادرات الحكومية الداعمة لهذا التوجه، خلال الخمس سنوات الماضية، بشكل كبير، أيماناً بإمكانية التطوير المنشود من خلال هذا التوجه التربوي.

يختلف تعامل المختصين مع هذا الاتجاه بين الاهتمام بكل فرع من فروع هذه التخصصات الأربعة على حدة، أو جمع تخصصين أو أكثر منها، أو تناول هذه التخصصات الأربعة بلحمة واحدة، تساعد في تكوين الرؤية المشتركة نحو ارتباطها في الحياة، وتأكيداً للدور الجوهري لهذه التخصصات في الاقتصاد المعرفي.

تعد العلوم (Science) اللبنة الأساسية في هذا التوجه، حيث تمثل الأساس العلمي والمعرفي بفروع المعرفة العلمية المختلفة، من فيزياء، وكيمياء، وعلوم الأحياء، وعلوم الأرض، والفضاء، وغيرها من مجالات الثقافة العلمية المتلازمة معها، مثل: مهارات الاستقصاء، وطبيعة العلم، والعلم من منظور شخصي واجتماعي. وتركز التقنية (Technology) على مفهوم رئيس يتمثل في "كيفية تسهيل عمل الأشياء"، وذلك باستخدام تقنيات تساعد في ذلك، ولا تقتصر على تقنية المعلومات والاتصال، بل تمتد لما هو أبعد من ذلك؛ من أفكار، واختراعات، تساعد في تيسير وتسهيل الحياة بشكل أفضل. ومما يحسب لهذا التوجه التأكيد على دور الهندسة (Engineering) في تكاملها مع التخصصات الأخرى، حيث تؤدي دوراً رئيساً في تملك المستهدفين قدرات ترتبط "بكيفية عمل الأشياء"، لتمثل الجانب التطبيقي الرئيس في هذا التوجه، مما ينعكس إيجاباً نحو تنمية التوجهات الإيجابية نحو العلوم والتقنية والرياضيات. في حين تعد الرياضيات (Mathematics) لغة العلم الذي لا يمكن سبر أغواره بدونها، فالمعرفة الرياضية، بمجالاتها المتعددة، هي أساس مهم في تطوير المعرفة، وتقدم العلم.

وحيث إن هذا التوجه يمثل خارطة الإصلاح التربوي، الذي يؤمل أن يحقق تقدم المجتمع ورفاهيته؛ فقد نادت عدد من الدراسات بعدم اقتصاره على الجوانب العلمية بفروعها المختلفة، بل ينبغي إدراج العلوم الإنسانية (ART) أيضاً، ليتكامل دورها مع فروع هذا التوجه في تقديم رؤية إصلاحية، تأخذ في عين الاعتبار جميع الجوانب الرئيسة في حياة البشر، حيث تؤدي الآداب، والعلوم الإنسانية المختلفة، أدواراً  مهمة لا تقل عن الأدوار التي تمارسها فروع التخصصات العلمية، فظهر هذا التوجه بحلة جديدة متكاملة، وهي "(Science, Technology, Engineering, Art and Mathematics – STEAM)

إن الاهتمام المتنامي لهذا التوجه في الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء، لم يكن وليد الصدفة، أو مجرد "موجة تربوية جديدة"، يتوقع لها التوهج في بداياتها، ثم تخبو بالتقادم، وإنما كان هذا التوجه امتداداً رئيساً لارتباط التربية والتعليم بمناشط الحياة السياسية والاقتصادية بشكل رئيس، من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول. لذا؛ أصبح هذا التوجه أولوية إصلاحية لدى الساسة، والاقتصاديين، والتربويين، على حد سواء، فكان لكل منهم دور يسعى في تقديمه. وجاءت فكرة عقد هذا المؤتمر امتداداً لدور المؤسسات التربوية المختصة في تنشيط الاهتمام بهذا التوجه، الذي يصاحبه اهتمام متصاعد في الأوساط التربوية، سواءً على مستوى التعليم العام، أو الجامعي، فيأمل مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات أن يكون هذا المؤتمر محطة رئيسة نحو دور فاعل لهذا التوجه، في إصلاح تعليمي شامل، إن شاء الله تعالى.

والله الموفق.

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 2:34ص