كلمة المركز
إيمانا بدور العلوم والرياضيات برفع مستوى التفوق في المجالات الإنتاجية والخدمية والاقتصادية والعسكرية، فقد شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين العديد من الجهود والحركات الإصلاحية التي تهدف إلى تطوير وتحسين تعليم العلوم والرياضيات على مستوى التعليم العام والجامعي. ومن هنا أصبح لازما ً على المختصين وأرباب التربية والفكر أن يعيدوا النظر في تطوير تعليم هاتين المادتين بالذات، وأن لا يترك الأمر بدون مبادرة. ولعل أفضل المواقع التي تبدأ منها الحراك الثقافي والعلمي هي الجامعات، ولهذا اقتُرح أن تبدأ جامعة الملك سعود العريقة بالأخذ بهذه المبادرة والفكرة الرائدة لتطوير تعليم العلوم والرياضيات من خلال إنشاء مركز نوعي يعني بتعليمها وتطويرهـما على المدى البعيد، ليسهم في نهضة المملكة العلمية والحضارية المقبلة.
وقد صدرت موافقة معالي مدير الجامعة على إنشاء "مركز تطوير تعليم العلوم والرياضيات" في غرة شهر رمضان من عام 1428هـ، والذي توج بتوقيع معالي وزير التعليم العالي مع معالي مدير الجامعة عقد إنشاء "مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات" في 23 رجب من عام 1429هـ، ضمن المرحلة الثانية من مشروع مراكز التميز البحثي الذي تمولها الوزارة.
ويسعى المركز بإذن الله تعالى أن يصبح بيت الخبرة البحثي المتميز في تعليم العلوم والرياضيات على مستوى العالم العربي، وصولاً لمصاف المراكز الريادية عالمياً. ويدرك المركز أنه لن يستطيع تحقيق رؤيته بدون تبني مفهوم "الشراكة" الذي انطلقت منه الرؤية التطويرية في جامعة الملك سعود، وفلسفة ورؤية مراكز التميز التي تبنتها وزارة التعليم العالي؛ وعليه تبنى المركز مفهوم "الشراكة" أساساً انطلق منه في رسم رؤيته ورسالته وبناء استراتيجيته.
وقد عمل المركز منذ تأسيسه بالسعي نحو الشراكة الداخلية (على مستوى الجامعة) ابتدءا، ومن ثم الشراكة المحلية (على مستوى الوطن) مع الجهات ذات العلاقة كوزارة التعليم والجامعات السعودية والمراكز العلمية والبحثية . وكذلك لم يغفل مفهوم "العالمية" بالشراكة والتوأمة مع المراكز المماثلة عالميا. وختاما؛ ندعو كافة المختصين والمهتمين بتطوير تعليم العلوم والرياضيات بالتواصل مع المركز لتحقيق أهدفنا جميعا بالرقي في تعليمنا لبناء مجتمع معرفي قادر على بناء هذا الوطن المعطاء.